يعمل مهدي مطشر (ولد عام 1943، بالعراق) على استكشاف إمكانات التجريد الهندسي منذ أكثر من خمسة عقود. وقد استوحى الفنان أعماله من ذكريات طفولته عندما كان يرسم خطوطاً عابثة على الرمال، أو يشاهد الظلال التي يلقيها سعف النخيل، أو يقف منبهراً أمام التصاميم الخلّابة التي زُينت بها المساجد المحلية، حيث تتميز أعماله بموازنتها بين الدقة الرياضية ومشاعر الحنين إلى الماضي.
كُلِّف مهدي مطشر بإنجاز العمل الفني "بيت أسباير" ليثبَّت في حديقة أسباير، وذلك بالتعاون بين متاحف قطر ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة بمناسبة عام الأسرة 2024، وقد استقاه من عمل له بعنوان "ثلاث زوايا بدرجة 135" يعود لعام 2007. يستخدم مطشر في هذا العمل الخط الكوفيّ التقليدي؛ حيث تشكل الخطوط المتداخلة عند تقاطعات الحروف المتعاقبة والمتوازية. ويوظّف "بيت أسباير" هذا النظام التراثي لإنشاء تركيبة دينامية من الخطوط الممتدة المتداخلة. ويعكس هذا العمل موضوعات تشمل الأسرة والمنزل، مستحضراً بذلك عناصر الهياكل المنزلية التقليدية مثل العتبات أو النوافير أو الأفنية.
يعد هذا العمل التركيبي البارز أول عمل فني دائم من أعمال الفن العام لمطشر. وباندماجه بسلاسة مع المشهد الطبيعي للحديقة، يدعو الهيكل المفتوح الزوار للتفاعل مع المساحة، مما يتيح لهم خلق مساراتهم الخاصة وتكوين آرائهم ضمن التوجهات المتعددة للعمل الفني. يجسّد مطشر، من خلال تجميع هذه العناصر البصرية والمكانية، تراثه الثقافي ومشاعره الشخصية في أشكال مادية ملموسة تحثّ الزوار على التفكُّر في العالم المحيط وتدعوهم لتأمل هذه المساحات التي تكتنفها الأُلفة، وتلك الروابط الاجتماعية التي تجسدها.
شاركوا هذه التجربة مع الأصدقاء والعائلة! وإضافة: @QatarMuseums